ما أجملك يا سوريا، وأنت تنعمين بالصحة والعافية، بعد الخلاص من المرض الخبيث الذي جثم فوق صدرك لعقود طويلة، أبنائك الآن سيعيدون لك ما تستحقين من مكانة وجمال.
تطور تربية الدواجن في سوريا
يمكن اعتبار عقد الثمانينات من القرن الماضي هو بداية توسع تربية الدواجن وانطلاق المشاريع الكبيرة نسبياُ لتربية الدواجن، والتي بمعظمها قامت على عاتق القطاع الخاص، بالإضافة إلى المؤسسة العامة للدواجن التي قامت نواتها على تأميم منشأة دواجن حماة ومصادرتها من أصحابها الأصليين.
هذا التطور الكبير، اصطدم مع القوانين الفاسدة خلال مرحلة الحكم البائد: فقد حرم المربين من تنظيم عملهم ضمن جمعيات أو تعاونيات أو نقابات مختصة. الآن حان الوقت للقائمين على صناعة الدواجن، للمبادرة إلى تشكيل التعاونيات والجمعيات المحلية وصولاً إلى تشكيل نقابة أو اتحاد على مستوى القطر، والتحرر من قيود اتحاد الفلاحين أو غرف الزراعة البائدة.
تحديات كبيرة تنتظر صناعة الدواجن السورية
مع سياسة الانفتاح الاقتصادي القادم إلى سوريا، ستجد صناعة الدواجن في سوريا نفسها أمام تحدٍ كبير يهدد بقاءها ومنافستها، ولا بد من الاستعداد لتوفير مقومات البقاء والمنافسة وأهمها:
1. التحول إلى شركات تربية متكاملة
من مرحلة الأمهات واستيراد الأعلاف وصولاً إلى: التفقيس، تصنيع الأعلاف، تربية الفروج، المسلخ، توضيب وتصنيع لحم الفروج والتسويق للمستهلك النهائي، بما يحقق السيطرة على جميع حلقات التربية والإنتاج.
2. إنشاء جمعيات أو تعاونيات خاصة بالمربين
حسب المنطقة: تعمل بشكل جماعي، كشركة تضامنية، تقوم بتأمين مستلزمات الإنتاج، وتسويق الفروج لصالح جميع الأعضاء، بحيث يتم تحميل وتوزيع الأرباح والخسائر على مدار عام كامل.
المهام المطلوبة من الجهات الحكومية
1 ـ تفعيل دور اللجنة المركزية للدواجن، بعد إعادة هيكلتها، ريثما يتم تشكيل التنظيم الخاص لمربي الدواجن، بحيث يكون لهم دور أساسي في مناقشة وتقرير الأمور ذات العلاقة بعملهم.
2 ـ بعد توفر المسالخ الفنية للدواجن، في المحافظات المركزية لتربية الدواجن، منع الذبح إلا في هذه المسالخ الفنية، من أجل تحسين نوعية لحم الفروج، واعتماد الشكل المجمد أو المبرد، لتداول لحوم الفروج، ضمن العبوات والشروط الصحية، لتسهيل التخزين والتصدير عند انخفاض الأسعار عندنا.
3 ـ إحداث هيئة للتقصي والتقييم الوبائي، تقوم بجمع المعلومات من المخابر المختلفة، وتقارير الأطباء الحقليين ومن ثم دراستها وتحليلها، للعمل على الحد من انتقال وانتشار الأمراض والأوبئة والوقاية منها، للسماح بالاستيراد النظامي للقاحات المطلوبة.
4 ـ مساعدة المربين لتطوير مزارعهم، من خلال القروض الميسرة، لتحسين واقع المزارع القائمة، ومن الأفضل توجيه شركات الإنشاءات الموجودة، لتصنيع هياكل هنكارات مسبقة الصنع تحقق الشروط المطلوبة من تهوية وتدفئة… الخ.
الخاتمة
هناك الكثير والكثير من التفاصيل، نتركها لأصحاب الشأن، وما عليهم إلا المبادرة لتنظيم أنفسهم كرجال أعمال وطنيين يساهمون في الاقتصاد الوطني، وتأمين مصدر غذائي صحي وسليم.